سورة محمد - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
{وَكَأَيِّن} {أَهْلَكْنَاهُمْ}
(13)- وَكَثيرٌ مِنَ البَلادِ السَّالِفَةِ كَانَ أهْلُها أشَدَّ بَأساً مِنْ أهْلِ مَكَّةَ الذِينَ أخْرَجُوكَ مِنْ بَيْنِ أظْهُرِهِم، وَأكْثرَ قُوَّةً، فأَهْلَكَهُمُ اللهُ، وَدَمِّرَ قُراهُم، فَلَمْ يِجِدوا لَهُمْ نَاصِراً يَنْصرُهُمْ مِنَ اللهِ، وَلا مُعِيناً يَدْفَعُ عَنْهمَ بأسَهُ وعَذابَه، فَاصْبِرْ يا مُحَمَّدُ كَما صِبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، فَإِنَّ العَاقِبةَ سَتَكُونُ لَكَ وَللمُؤْمِنينَ.
كَأيٍّ مِنْ قَريَةٍ- كَثيرٌ منَ القُرَى.


{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}
(14)- أفَمنْ كَانَ عَلَى بَصِيرَةٍ برَبِّهِ وَخَالقِهِ، وَبِما أَنْزَلَهُ في كِتَابِهِ مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، فَهُوَ يُدْرِكُ أنَّ لَهُ ربّاً خَلَقَهُ وَرَعَاهُ، وأنَّهُ سَيُجَازِيهِ على أعْمالِهِ في الآخِرةِ بإدخَالِهِ الجَنَّةَ، كَمَنْ حَسَّنَ لَهُ الشَّيطَانُ عَمَلَهُ القَبيحَ، وَأراهُ إِيَّاهُ جَميلاً فأقَامَ عَلَيهِ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَشَهَواتِهِ فَانْغَمَسَ فِي المَعَاصِي غَيْرَ مُفَكِّرٍ فِي بَعْثٍ وَلا حِسَابٍ، وَلا فِي جَزَاءٍ عَلَى الأعمالِ، إِنَّهُ بِلا شَكٍّ مُفَكِّرٍ فِي بَعْثٍ وَلا حِسَابٍ، وَلا فِي جَزَاءٍ عَلَى الأعمالِ، إِنَّهُ بِلا شَكٍّ لا يَتَساوَى المُؤْمِنُ الصَّالِحُ، مَعَ الكَافِرِ الفَاجِرِ، في الجَزَاءِ عِندَ اللهِ فِي الآخِرَةِ.


{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}
{أَنْهَارٌ} {آسِنٍ} {لِّلشَّارِبِينَ} {الثمرات} {خَالِدٌ}
(15)- يَصِفُ اللهُ تَعَالى الجَنَّةَ التي وَعَدَ المُتَّقينَ بإدخَالِهم إليها، فَيَقُولُ تَعَالى: إنَّها جَنَّةٌ تَجري فيها أنْهَارٌ مِنْ مِيَاهٍ غَيرِ مَتَغَيِّرةِ الطَعْمِ واللَّوِنِ والرَّائِحَةِ، لطُولِ مُكْثِها وَرُكُودِها، وَفيها أنْهَارٌ مِنْ لَبنٍ لم يَتَغيّرْ طَعْمُهُ وَلَمْ يَفْسُدْ، وَفِيها أنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذَةِ الطَّعْمِ وَالمَذَاقِ لِشَاربيها، لا تَغْتَالُ العُقُولَ، وَلا يُنْكِرُهَا الشَّارِبُون، وَفِيها أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ قَدْ صُفِّي مِنَ الشَّمْعِ والفَضَلاتِ. ولِلْمُتَّقِينَ فِي الجَنَّةِ مِنْ جَميعِ الفَوَاكهِ المُخْتَلِفَةِ الأَنْواعِ والطُّعُومِ وَالمَذَاقِ والرَّائِحَةِ. وَلَهُمْ فَوْقَ ذلكَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالى، فَهُو يَتَقَّبَلُ مَا قَدَّمُوه مِنْ عَمَلٍ، وَيَتَجَاوَزُ عَنْ هَفَواتِهِمِ التِي اقْتَرَفُوهَا في الدُّنيا.
فَهَلْ يَتَسَاوى هَؤُلاءِ المُتَّقُونَ النَّاعِمُونَ في رِضْوانِ اللهِ، وَجَنَّاتِهِ، مَعَ الأشقِياءِ الذِين أدْخَلَهُمُ اللهُ النَّارَ لِيَبْقَوا فِيها خَالِدِينَ أبَداً، جَزاءً لَهُمْ عَلَى كُفْرِهِم وتكْذِيبهِمُ رُسُلَ رَبِّهم، وَأعْمَالِهم السَّيِّئَةِ؟ إِنَّهُمْ لا يَتَسَاوَوْنَ أبَداً. وَإذا طَلَبَ هَؤُلاءِ الأشقِيَاءُ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ في نَارِ جَهَنَّمَ، الماءَ لِيُطْفِئُوا ظَمَأهُم فَإنَّهُم يُسْقَوْنَ مَاءً شَدِيدَ الحَرَارةِ إذا شَرِبُوهُ قَطَّعَ أمْعَاءَهُمْ.
مَثَلُ الجَنَّةِ- وَصْفُها.
غَيرِ أسِنٍ- غَيْرِ مُنْتِنٍ وَلا مُتَغَيِّرِ الطَّعْمِ.
مَاءً حَميماً- بَالِغاً الغَايَةَ في الحَرَارَةِ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8